التقى رئيس حدیقة فاوا والوفد المرافق مع وزير التعليم العالي والبحوث العلمية في مالي

في بداية هذا الاجتماع، رحب وزير التعليم العالي والبحوث العلمیة في مالي أمادو كيتا بالوفد الإيراني، مشيرًا إلى رحلته إلى إيران العام الماضي، قال: "في العام الماضي، قمنا برحلة إلى إيران وكنا محظوظين لاستقبالنا من قبل الشعب الإيراني الشغوف. ما عشناه خلال الرحلة أكد كل أفكاري عن هذه الأمة النبيلة. وخلال هذه الرحلة، بالإضافة إلى طهران ، قمنا أيضًا بزيارة مدينة مشهد. والتقينا بأمة متعلمة ومتقدمة في مجال التكنولوجيا. ورغم العقوبات التي فُرضت على إيران في السنوات الأخيرة، فقد نالت إيران هذه الألقاب والأوسمة. في حين أن دولة مالي في وضع مماثل، لأنها أرادت تغيير سياستها واختيار شركائها بحرية. وستكون روح إيران مصدر إلهام لنا، لأننا خلال إقامتنا في إيران، أدركنا الأداء الذكي لإيران. ورحلتكم إلى مالي هي النتيجة المنطقية للتفاعلات التي جرت في طهران.

وأضاف وزير التعليم العالي والبحوث المالية: بعد عودتنا من إيران، أجرينا مناقشات مستفيضة مع الوفد الحكومي ووزراء المالية الآخرين بشأن ما لاحظناه في إيران ومجالات التعاون المحتملة مع بلدكم. ونحن سعداء جدًا برؤيتكم في مالي. وكما قال رئيس وزراء بلادنا، يمكن رؤية النجوم في الظلام. الآن وقد مرت بلادنا بأوقات عصيبة ، يسعدنا أن نرى أصدقائنا إلى جانبنا.

واستكمالًا لهذا اللقاء، أعرب الدكتور محمد جعفر صديق دمغاني زاده، مستشار وزير الاتصالات ورئيس حديقة فاوا، عن سعادته بتواجده في مالي ولقاءه مع وزير التعليم العالي والبحوث العلمية في هذا البلد، وأوضح الفروق بين جامعات الجيلين الأول والثالث قائلا: إنك تشهد بيئات تعليمية في جامعة الجيل الأول. وفي جامعة الجيل الثاني ستجد مراكز بحثية فضلاً عن البيئة التعليمية. وواجب جامعات الجيلين الأول والثاني هو تدريب الموارد البشرية التي يحتاجها المجتمع وإنتاج منتجات بحثية. ويحتاج خريجو جامعات الجيلين الأول والثاني إلى شركات لتوظيفهم. لذلك، منذ حوالي ثلاثة أو أربعة عقود سابقة، انتقلت الجامعات نحو جامعات الجيل الثالث. بتعبیر آخر، لا تقتصر مخرجات جامعة الجيل الثالث علی خريجي حقول مختلفة فحسب، بل هی تشمل شركات صغيرة ناشئة ایضاً. وبالإضافة إلى ما هو موجود في جامعات الجيلين الأول والثاني، يوجد في جامعات الجيل الثالث أيضًا مراكز ابتكار وحدائق جامعية؛ لذلك ، يجب علينا في الجيل الثالث من الجامعات مساعدة الطلاب والأساتذة في تحويل أفكار هم المنتجة إلى منتجات وشركات صغيرة.

وأضاف: بما أننا نعتبر دولة مالي دولة صديقة وشقيقة مسلمة، فإننا نشعر بعمق بواجب عدم التخلي عن أي مساعدة في هذا الاتجاه.

في إشارة إلى طلب وزير العلوم والبحوث المالية من حدیقة فاوا لإنشاء حديقة تكنولوجية جامعية في هذا البلد، أضاف رئيس حدیقة فاوا: السبب الرئيس لرحلتنا إلى مالي هو تقييم ظروف وإمكانات الجامعات في هذا البلد لإنشاء حديقة تكنولوجية وتحقيقه هو فهم مشترك في مجال تصميم وإنشاء مركز ابتكار في إحدى الجامعات المالية وكذلك تعريف هذا البلد بهذا المفهوم.

كما أوضح مستشار وزير الاتصالات ورئيس حدیقة فاوا، عملية إنشاء مركز للابتكار في مالي وقال: سنختار أولاً أكثر الجامعات قدرة التي لديها إمكانية إنشاء أول مركز ابتكار من حيث المرافق ، وبعد ذلك سنعرضه عليكم. وفي الخطوة التالية، يجب تصميم برنامج مركز الابتكار وفقًا لظروفك الاجتماعية. ويتم القيام بذلك في جميع أنحاء العالم في شكل عقود استشارية. ويجب أن تتحقق عقود الاستشارات هذه من جميع الاحتياجات؛ بما في ذلك اقتراح الموافقات اللازمة في الجامعة لإنشاء مراكز الابتكار واقتراح أساليب العمل وخلق جميع الآليات اللازمة.

وتابع الدکتور صديق: فضلاً عن عقد الاستشارات هذه، يجب إجراء استثمار أولي لإنشاء مركز ابتكار.

يتمتع مركز الابتكار بالوظائف الكاملة لحدیقة العلوم والتكنولوجيا، ولكن نظرًا لحجمه الأصغر، فإنه يحتاج إلى استثمارات أصغر؛ لذلك، توصيتنا الخاصة هي البدء بمركز الابتكار، وبعد تحقيق النجاح، قوموا بترقيته إلى حديقة العلوم والتكنولوجيا. و نحن نقوم بتدريب المدراء، بحيث يمكن فتح مركز ابتكار بعد التدريب مباشرة. سنحدد أيضًا وقت الدعوة الأولى للقبول في مركز الابتكار الأكاديمي هذا. وبعد بدء عمل مركز الابتكار هذا، سنقوم بمراقبة سير العمل في هذا المركز لمدة عام واحد.

في نهاية حديثه، ذكّر رئيس حديقة فاوا: قبل 25 عامًا، أبرمنا عقدًا مع أيرلندا بشأن حديقة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والذي كان قيمته حوالي مليون يورو، لكننا جئنا إلى هنا لنساعد البلد الصديق والشقيق، فهدفنا الرئيسي ليس كسب المال. وكما أن الخطوة التالية بعد تفعيل مركز الابتكار هذا هي تعاون هذا المركز مع حديقة فاوا والحدائق الأخرى. کما يمكن للشركات المؤسسة أن تبدأ تعاونها المشترك مع شركات حدیقة فاوا. 

ثمّ رحب وزير التعليم العالي والبحوث في مالي بفكرة إنشاء مركز للابتكار في إحدى جامعات مالي وأشار إلى أنه خلال المفاوضات التي جرت في إيران، أكدنا على الدوافع لإقامة علاقة بين البحث والإنتاج. البحث الذي يؤدي إلى الإنتاج في مختلف الصناعات مثل الزراعة، والنقل، والتنمية الحضرية، والاتصالات السلكية واللاسلكية، وما إلى ذلك ، باستخدام تقنيات جديدة.

في النهاية، أضاف أمادو كيتا: لقد قمنا بتخطيط مكثف مع جامعاتنا لرحلتكم والوفد المرافق إلى دولة مالي. ستستضيفك جامعاتنا الكبرى في هذه الأيام القليلة وستنتظر تقييمك واقتراحاتك. وقبل نهاية الرحلة، نود أن يكون لدينا لقاء موجز معكم ومع الوفد الإيراني بشأن تقييمكم لمجالات وقدرات التعاون المشترک في المستقبل.

ومن الجدیر بالذکر؛ فضلاً عن الوفد الإيراني المكون من الدكتور صديق دامغاني زاده والدكتورعباس قنبري باغستان والمهندس محمد علي جعفري، وكذلك السيد طالشي سفير جمهورية إيران الإسلامية في باماكو، حضر الإجتماع عدد من نواب الوزارة من التعليم العالي والبحوث في مالي ورؤساء الجامعات في هذا البلد.